غد، وكذلك الذين لم يصيبوا صيدًا هم لابد سيصيبون في مرة قادمة. فالإرجاء تأخير ما حَلّ وقته أو تُوُقِّع حلوله. "أَرْجَى الأمرَ: أَخَّره كأرجأه. {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ}[التوبة: ١٠٦]، {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ}[الشعراء: ٣٦]. (أي أَخِّرْه إلى أن تجمع له السحرة).
وقوله تعالى:{تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ}[الأحزاب: ٥١]، أي تؤخر وتؤجل دَور من شئت ممن حضر دورهن. وبقية الآية تأتي بضد الإرجاء {وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} ثم {وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} وأرى أنه بعد ما تقرر ورسخ من وجوب العدل بين الزوجات، فإن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أمته أعظم بما لا حدّ له من حَظ أُمِّ هي أيضًا حريصة على حَظ الأُمة منه - صلى الله عليه وسلم -. فإطلاق حق الإرجاء له - صلى الله عليه وسلم - ثم حق ابتغاء من أرجأها يكفيه منازعة حقوق أمهاتنا الكريمات حقوقَ الأمة في نفسه - صلى الله عليه وسلم -.
• (رجز):
{وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}[المدثر: ٥]
"الرَجَز -محركة: ارتعادٌ يصيب البعيرَ والناقة في أفخاذهما ومُؤَخَّرِهما عند القيام. وناقةٌ رَجْزاء: ضعيفةُ العجُز إذا نهضت من مَبْرَكها لم تستقلّ إلا بعد نَهْضَتَين أو ثلاثٍ. وقِدْرٌ رَجْزاء: كبيرة ثقيلة. والرِجَازة -كرسالة: ما عُدِل به مَيْلُ الحِمْل والهودَج -وَهو كِساء يُجْعَل فيه حِجَارةٌ ويُعَلَّق بأَحَدِ جانبي الهودَج ليَعْدِلَه إذا مال. وتَرَجَّزَ السحابُ: تَحرَّك تحركًا بطيئًا لكثرة مائه. وارتجز الرعدُ: سمعت له صوتًا متتابعًا متداركًا ".