للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري ذهاب الغِلَظ الذي في عُمْق الشيء دقًّا وسهْكًا أو خروجًا بامتداد طولي: كدق الشيء أشدّ الدقّ، وكالنخلة والمرأة والحمار والفرس الموصوفات بالطول. فطولها هذا يعني أن قوة النمو التي في عمقها برزتْ طولًا فيها. والمطر المذكور تتمثل قوته في عِظَم قَطْره الخارج من أثناء السُحُب التي حملته. ومن خروج غِلَظ الشيء وقوّته طولًا جاء معنى البعد؛ لأنه طولُ مسافةٍ فقالوا: "سحُق - ككرم - فهو سحيق، وأَسْحَقَ، وانسحق: بعُد {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: ٣١].

وقد استُعمل في الهلاك من هذا، كما قال تعالى: {أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} [هود: ٩٥]، أو من السَحْق: الطَحْن دقًّا - على ما سيأتي. {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: ١١]. أي هلاكًا.

ومن السَحق بمعنى الدق: "السَحْق - بالفتح: الثوب الخلَق البالي (مسحوق). أَسْحَق الثوبُ وانسحق: سقط زِئْبِرُه وهو جديد. والسَحْق أيضًا: أَثَر دَبَرة البعير إذا بَرَأتْ وابيضَّ موضعها، وأَسْحقَ خفُّ البعير: مَرِنَ (لانَ، والطبيعي يكون ذا صلابة)، والضرعُ: ارتفع ولَزِق بالبطن/ يَبِس أو ضَمُر وارتفع لبنه وذهب ما فيه. وانسحقت الدلو: ذهب ما فيها ". كلُّ ذلك ذهابُ غِلَظٍ وقوةٍ، وليس في القرآن من التركيب عدا (السحيق) البعيد، و (السُّحْق) الهلاك إلا (إسحاق) النبي عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام.

(سحل):

{فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ} [طه: ٣٩]

<<  <  ج: ص:  >  >>