وقَلّت شكايته في الناس " (ثم عُمم في الشرف وإن بلا مال كأن يكون بعلم أو تقوى ..){وَسَيِّدًا وَحَصُورًا}[آل عمران: ٣٩]، والرياسة {أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا}[الأحزاب: ٦٧] ويطلق السيد على الملك والرئيس والسَخِيّ. وسيِّدُ العبد: مولاه وسيد المرأة: زوجها {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ}[يوسف: ٢٥][وانظر: قر ٤/ ٧٦].
أما تأتَّي السواد (ضد البياض) في التركيب، ففي [ل]. "والسواد: الشخص؛ لأنه يُرى من بعيد أسود ". وأرى أنه من الكثافة في الأصل؛ فالكثيف معتم مظلم لا يمر منه الضوء، بل يحجبه، فيسودّ ويظلم ما يليه {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}[البقرة: ١٨٧]، {وَغَرَابِيبُ سُودٌ}[فاطر: ٢٧] وأما السِيد - بالكسر: الذئب. فمما في الأصل من الكثافة التي هي هنا الجرأة. وليس في القرآن من التركيب إلا ما هو بمعنى السيادة والسواد. وسياقاتهما واضحة.