للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونِعمته. {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم ٢١] محبةً وشفقة [قر ١٤/ ١٧] فالرحمة هي الحدّ الأدنى إذا فُقِدَت المحبة. مروءة الإِسلام. ومنه "المَوَدّة: الرسالة "لأن بها الصلةَ والاتصال {تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة: ١]. وتفسر هذه أيضًا بالمحبة أي بأسبابها، وهذا آصل فإنه يبدو أن استعمالها في "الرسالة "تفسير بالمراد.

(أدد):

{لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا} [مريم: ٨٩]

"أَدَدُ الطريق: دَرَرُه -بالتحريك فيهما. (أي مَتْنُه ومَدْرَجَتُه الممتدّة) والأَدُّ: صَوْتُ الوطء. وأَدَّ الحَبْلَ: مَدّه. والأَدِيد: الجَلَبة. وأَدُّ الناقة -بالفتح: حَنينُها ومَدُّها لصوتها. وأَدَّ البعيرُ: هدر.

وقال البحتري في وصف الذئب: {ومتن كمتن القوس أَعْوج مُنْأَد "}

° المعنى المحوري ضغط عظيم مع امتداد: كأَدَد الطريق: ما يمتد منه ويستقم ويكثر عليه المرور. فهو منضغط شديد من كثرة الوطء، وواضح، لأنه متصل بين ما حوله، من كثرة السير عليه. ومتن القوس لا ينحنى إلا من ضغط شديد. ومَدُّ الحبلِ يكون بشَدّه، والشدُّ يجعله يَدِقّ ويتوَتّر كالمضغوط مع كونه ممتدًّا. ومن ذلك قولهم: "أدَّ في الأرض: ذَهَب/ نَدَّ "فهذا ابتعاد وهو من الامتداد، ووراءه نفورٌ وغَضَب أو نحوه مما هو من باب الضَغْط والتَوَتر. أما الاستعمالات الصوتية المذكورة، فالراجح أنها من ضغط إصدار الصوت كما هو واضح في الهدير، أو مما هو كالضغط الداخلي والتوتر كما في حالة الحنين.

ونعود إلى الأصل فنقول إن منه: "الأَدّ -بالفتح: الغلبة والقوة (القوة تضغط وتقهر). قال: {نضون عني شِدّةً وأَدّا} والإدّ: الأمر العظيم الشدة. أدّه الأمر:

<<  <  ج: ص:  >  >>