للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالشواهد الكثيرة تعني أن الاستعمال غير نادر. وقد أوّله بعضهم فجعله من الكذب ضد الصدق، وأرى أنه إكراء بجدوى ما بعد (كَذَبَ)، وكونِه طيبًا، أخذًا من الرخاوة والسهولة اللازمة لانقطاع الحدة أو ذهابها، في المعنى العام الذي قدمناه.

° معنى الفصل المعجمي (كذ): الرخاوة النسبية كما يتمثل في الكذّان: الحجارة الرخوة كالمَدرَ - في (كذذ)، وفي نقص الحدة من الحرارة حين تنكسر، ونقص الجِد والشدّة في كَذِب السير أي كونه خاليًا من الجِد - في (كذب).

[الكاف والراء وما يثلثهما]

(كرر - كركر):

{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} [الإسراء: ٦]

"الكَرّ - بالفتح: الحَبْلُ الذي يُصعَد به على النخلة، وبالضم: مكيال لأهل العراق، وبهما: الموضع يُجمَع فيه الماءُ الآجِن ليصفو، والحِسْيُ (= رمل يتجمع تحته ماء من المطر). كَرَّرْت عليه الحديث - ض، وانهزم عنه ثم كَرّ عليه كرورا ".

° المعنى المحوري معاودة الشيء إتيانًا أو انتقالًا إليه مرةً بعد أخرى لتحصيله (١): كما يُفعل بالكَرّ المذكور: إما لأنه يُعاد الصعود به مع أنه ليس سُلَّمًا؛


(١) (صوتيًّا): تعبّر الكاف عن ضغط غئوري دقيق يتأتّى منه القلع والامتساك، والراء عن استرسال، والفصل منهما يعبّر عن معاودة بجهد وقوة كما في الكَرّ الذي يُصعد به على النخلة. وفي (كرب) تعبّر الباء عن تجمُّع رِخو وتلاصق، ويعبّر التركيب عن لصوق ما يعرو ظاهرَ الشيء من كشف مثل كَرَبِ النخل، وفي (كرس) تعبّر السين عن نفاذ بدقة =

<<  <  ج: ص:  >  >>