فلا يُتوقَّع منه ذلك، وإما لأن الارتفاع به يقع مسافةً بعد مسافة). وكشأن المكيال يكال به الحَبُّ فيُنقَل مرةً بعد مرة، وكجمع الماء في مَقَرٍّ ثم جَمْعه - بعد نقله - في مقرّ آخر ليصفو، وكالحِسْي يحصُل فيه الماءُ دَفْعةً بعد دَفْعة تسرُّبا من أعلى، وكتكرار الحديث، وعَوْد المحارب إلى خَصْمه أو إلى المُعْتَرك بعد انهزامه. وكلّ معاودة للشيء فهي كَرّة {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ}[الملك: ٤] أي مرتين، {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً}[البقرة: ١٦٧ والزمر: ٥٨ وكذا ما في الشعراء: ١٠٢](دورة أخرى في الحياة){قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}[النازعات: ١٢]. أي رَجْعة خائبة [قر ١٩ - ١٩٨]{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ}[الإسراء: ٦] أي الدَوْلة والرَجْعة، إذ كانت لكم، ثم زالت، ثم أُرجعت لكم/ لمّا تُبتم ورجعتم [ذاته ١٠/ ٢١٧].
ثم استُعمل في مجرد الرجوع:"تَكَرْكَر الماءُ: تراجع في مسيله. وكَرْكَرْته عن كذا: رَدَدْته وحبسته. والكَرْكَرة: الطَحْنُ (وهو إدارة للرَحى وعَوْد وإرجاع)، وتصريفُ الريحِ السحابَ إذا جمعته بعد تفرُّق (إرجاع). وكِرْكِرة البعير - بالكسر: زَوْره الذي إذا بَرَكَ أصاب الأرض، وهي ناتئة عن جسمه كالقُرْصة "(إما لتكرار البروك عليها، وإما لاستدارتها فمحيط الدائرة ليس له طرف).
= وقوة وامتداد، ويعبّر التركيب عن تراكم الشيء طبقاتٍ متواليةً بامتداد الزمن كالكِرْس. وفي (كرم) تعبّر الميم عن استواء ظاهر والتئامه على شيء، ويعبّر التركيب عن الالتئام على متجمع نَقِيّ (وجاء النقاء من استرسال الجرم ومادة كرر فيها تنقيةُ الماء وغيره أيضًا كما في الكَرّ الحِسْي وصوت الميم فيه لطف) كما في الكَرْم: العنب. وفي (كره) تعبّر الهاء عن إفراغ ما في الجوف، ويعبّر التركيب المختوم بها عن الصلابة بسبب إفراغ المسترسل (المائع) وذهابه كما في الأرض الكَرْهة.