ومن ذلك الاختراق استعمل في نفاذ اللبن من مصدره "الثقيب من الإبل: الغزيرة اللبن " (كأنه لا حاجز له)، وفي نفاذ النار من مصدرها لأنهم كانوا يعتقدون أنها كامنة فيه "ثَقَب الزَندُ: سَقَطَت الشرارة (منه)(الزند كان عودًا من شجر معين يحكّونه فيتولد الرر منه وبذا يحصلون على النار) وزَنْد ثاقب: إذا قُدِح (: حُكَّ) ظَهرتْ ناره ". كما استُعمل التركيب في نفاذ الرائحة: "ثقبت الرائحة: سطعت وهاجت "، وفي نفاذ الضوء "نجم ثاقب: مضيء " (ضوءه يخترق الأفق): {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}[الطارق: ٣]. وقد ثَقَب ثُقوبًا: أضاء: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}[الصافات: ١٠](من ثقوب الضوء أو ثقوب ناره فيُحرقه). ومن ثقوب النار - خروجها من الزند بالقَدْح -: "الثِقَاب - ككتاب، والثَقُوب: ما أَثْقبْتَ النارَ به وأشعلتها به من حُرَاق وبَعَر [الأساس] ودِقاق العيدان. (تُساعد كأنها آلة). والثقيب والثقيبة: الشديدُ الحمرة من الرجال والنساء (يبدو الدم من وجهه يكاد ينفذ منه أو كأنه مفعم الباطن بالدم).
ومن معنوى ذلك:"رجل مِثْقبٌ: نافذ الرأي، وأُثقوبٌ: دَخّال في الأمور ".