للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: ٦٧]. ونحوه مما أسند فيه النسيان إلى الله عزَّ وجلَّ فهو من باب المشاكله، {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: ٦٤].

(نسأ):

{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [التوبة: ٣٧]

"نُسِئَتْ المرأةُ -للمفعول: تَأخَّر حيضُها عن وَقْته وبَدَأَ حَمْلُها. نَسَأْتُ اللبن إذا جعلتَ فيه الماءَ تكثّره به. النَّسْءُ والنَّسِيءُ: اللبنُ الرقيق الكثير الماء الممذوق بالماء، ونسأته: خلطته بماء. نسأتُ في ظِمْء الإبل إذا زدتَ في ظِمئها يومًا أو يومين أو أكثر من ذلك (الظِمْءُ هو المدة من الشرْب إلى الشرب التالي وقد يبلغ ١٨ يومًا). نسأتُ الإبلَ عن الحوض إذا أَخَّرْتَها عنه. نسأ الدابة، والناقة، والإبل: زجرها وساقها ".

° المعنى المحوري دَفْع الشيء (المُقْبِل) عن مَحْضَرِه تأخيرًا إلى أثناء يجتمع فيها. كتأخير الحيض عن وقته فيبدأ الحمل وهو اجتماع. ومَذْقُ اللبن بالماء يؤخر إِلى تجمُّع زُبْدَته في أثنائه. والنَسْءُ في ظِمْء الإبل يعني تأخير أوَان شُرْبها الماء. والشرب جمع الماء في البطن. وكتأخير الإبل وإبعادها عن الحوض، وكذلك سَوْق الإبل والدواب هو دفع لها وإبعاد (تأخير) عن حضرة السائق.

ومن التجمع في أثناءٍ قولهم "نَسَأَتْ الدابةُ: سَمِنَت، وقيل هو بَدْء سِمَنها .. يقال جرى النَسْءُ في الدواب يعني السِمَن ": (والسِمَنُ شَحْمٌ زائد (تجمع) في أثناء البدن).

ومن الدفع: "المِنْسَأَة- بالكسر: العصا العظيمة التي تكون مع الراعى .. أُخِذَتْ من نَسَأْتُ البعير: أي زجرته ليزداد سيره "اهـ (يندفع للأمام فيبتعد عن

<<  <  ج: ص:  >  >>