للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} [سبأ: ١٠] [انظر (بأس) هنا].

و"إحداد السكين ونحوها " (: جعلها حادّة، ويكون ذلك بترقيق حدها أي طرَفها بشحذها ومسحها بحجر أو مبرد فتكون ذات حد يقطع وُينْهي).

ومن معنوى هذا: {سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} [الأحزاب: ١٩] تؤذي فتمنع التواصل. ومن هذا: الفعلُ حادّ {يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: ٢٢] وكذلك مضارعه (أي حارب الله ورسوله برفض الإيمان، والصد عن سبيل الله، وتعذيب من آمن) إلخ.

وقد فُسِّرَت المحادّة بأنها مفاعلة من الحَدّ كأن كل واحد منهما يجاوز حَلَّه إلى الآخر فهي معاداة ومخالفة ومنازعة. ويمكن أن تكون من الحِدّة السابقة {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [المجادلة: ٥].

ولنفاذ الحادّ في الأشياء واختراقه إياها (وهو من صور قطع امتداها) وُصِفَت به قوة البصر {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: ٢٢] والرائحة الحادّة: ذكية (نفاذة أيضًا) ومن هذا أيضًا "الحِدّة (المعنوية): النشاط والسرعة في الأمور والمضاءُ فيها ". وليس في القرآن من التركيب إلا (الحدود) و (الحديد) والحدّة والمحادّة وقد ذكر ناهن.

(حيد):

{ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: ١٩]

"الحَيْد -بالفتح: حرفٌ شاخص يخرج من الجبل فيتقدم كأنه جَناح. وجَبل ذو حُيُود وأحياد. وحُيود العُودِ: عُجَره. وحُيود القَرن: ما تلَوَّى منه- وحَيْد الرأس: ما شخص من نواحيه ".

<<  <  ج: ص:  >  >>