"الأَوْبُ - بالفتح: النحْلُ. ومآبة البئر: حيث يجتمع إليه الماء فيها ".
° المعنى المحوري للتركيبين (أوب/ أيب) هو: رجوع الشيء إلى مستقره: كما يئوب النحل (وهو فَراش العسل) إلى خلاياه مهما ابتعد عنها في سروحه إلى حقول الزهور ليمتص رحيقها، وكما يتجمع ماء البئر إلى أعمق موضع منها، كلما نقص الماء أو نُزِحَ. ومنه: آب الغائب يَئُوب أَوْبًا ومَآبا وإيابا وأَوْبة وأَيْبة: رَجَع. {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ}[الغاشية: ٢٥]. والمآب أيضًا: مكان الإياب {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}[آل عمران: ١٤]، {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (٢١) لِلطَّاغِينَ مَآبًا} [النبأ: ٢١، ٢٢]، إلا أن الكلمة في [الرعد ٣٦] مضافة لياء المتكلم. وفي {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا}[النبأ: ٣٩] أي مرجعًا. (والمقصود مقرًّا طيبًا يرجع إليه عندما يلقى الله). وقيل: سبيلا [قر ١٩/ ١٨٨ بتصرف]، وصيغة (مكان) الرجوع تصلح لطريق الرجوع، لكن السياق يتطلب القيد. "جاءوا من كل أَوْبٍ: من كلّ ناحية/ من كل وجه "(أي من كل مستقَر أو مرجع). والأوّاب - كشداد: الكثير الرجوع - رجوعا ماديا في مثل {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ}[ص: ١٩] كأن المراد أن الطير لا تبتعد عن حضرة سليمان عليه السلام، أو عن امتثال أمره، أينما كانت، أو رجوعًا إلى حضرة الله عز وجل، وحظيرة طاعته {فَإِنَّهُ كَانَ