للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"وكلَّمناهم فأجابونا عن بَوَاء واحد، أي جواب واحد ".

وقد جاء في القرآن الكريم من استعمالات هذا الجذر صيغتان: "باء بـ ": {كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: ١٦٢] يريد بكفر أو غلول أو تولٍّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحرب [قر ٤/ ٢٦٢]، أي رجعوا بالسخط بسبب كفر .. الخ {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ} [المائدة: ٢٩]: تنصرف متحمِّلَهما، وترجع بها قد صارا عليك دوني [طب ٢/ ١٣٨]. (أي تحمُّلَ استقرار تام عليك، لا أشاركك فيه؛ لأني ما تعديت أوّلا، ولا قصّرتُ في تحذيرك إذْ تعديتَ، ولا أحاول قتلك حتى لو حاولت قتلي).

والصيغة القرآنية الأخرى من هذا التركيب هي "بوّأ "- ض، وكلها بمعنى الإقرار في مكان مهيأ مناسب: {وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا} [الأعراف: ٧٤]. قال [طب ١٢/ ٥٤١]: وأنزلكم في الأرض تتخذون فيها مساكن وأزواجا اهـ. [كأن الطبري عدّ الباءة (الزواج) مأخذًا للفعل بوّأ في الآية. وقد أسلفنا أن معنى التزويج مأخوذ من معنى اتخاذ البيت المهيّأ المناسب] والآية مخصصة للامتنان بجعل الأرض طيّعة يَسْهُل للإنسان أن يتخذ البيوت المناسبة له في سهولها وجبالها على السواء. كان الأعراب يسكنون أعالي الجبال أحيانًا، والآن طوّعت الآلات الجبال فأمكن اختراقها وتمهيدها) وفي قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} [آل عمران: ١٢١] قال [طب ٧/ ١٦٢]: التبوئة: اتخاذ الموضع. اهـ. ولو قال: إقامته - صلى الله عليه وسلم - المؤمنين في أماكن مناسبة للقتال لكان أدق. {وَإِذْ بَوَّأْنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>