للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَبِّكَ} [في قر ١١/ ٢٩٣]: طَرَفٌ / أقلُّ شيء من العذاب ". فهو من الدقة، ومع ذلك فاللفظ مجمل معنى الغلظ والخشونة لهذا الأقل لأنه عذاب. وأما في غير العذاب فالغلظ يتمثل في قوة الاندفاع أو حدة المندفع حتى لو كان طِيبًا - مثل: {تنفح بالمِسْك أردانُها). فالتعبير هنا يعطي حدة ريح المسك وذكاءه. وكذلك قوله:

لما أتيتكَ أرجو فَضْلَ نائلكم ... نَفَحتَني نفحةً طابت لها العرب ..

لا بد أن العطية كانت قيّمة إذ لا يسوغ أن تكون تلك النفحة التي طابت لها العرب (فسروا العرب هنا بالنفْس) شيئًا هينًا. ثم أقول إن استعمال (النفح) في هبة شيء ما -كما يشيع الآن- هو استعمال صحيح لأن الهبة في ذاتها شيء طيب (لطيف)، ولأن النفْح يكون عادة بشيء محدود الكمّ (دقة)، وإن كان قيّما.

(نفخ):

{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} [السجدة: ٩]

"المِنْفاخ: كِيرُ الحداد الذي يُنْفَخُ به في النار وغيرها. والنُفْخَة -بالضم: داء يصيب الفرس تَرِمُ منه خُصْياه. وبالدابة نَفَخٌ - محركة: ريح تَرِم منه أرساغُها. وكتُفَّاح: نَفْخَةُ الورم من داء يأخذ حيث أخذ. وبتاء: الحجارة التي ترتفع فوق الماء ".

° المعنى المحوري اندفاع افواء من الجوف المخلخل (أو فيه) -كأثناء تلك الحجارة وتلك الأدواء وعمل الكير. ومنه "نَفَخَهُ الطعامُ فانتفخ: ملأه، ونفخ بفمه: أخرج منه الريح في الاستراحة والمعالجة والغيظ ونحوه ". {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَينَ الصَّدَفَينِ قَال انْفُخُوا} [الكهف: ٩٦]. وسائر ما في القرآن من

<<  <  ج: ص:  >  >>