للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(نزل):

{فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٩]

"نَزَل بهم وعليهم: حَلّ. والمنزِل -بكسر الزاي: الدار موضعُ النزول. النَزْلة- بالفتح: كالزكام. والنُزْل- بالضم وبالتحريك: رَيعُ ما يُزْرَع أي فَضْلُ ما يَخْرج من الزرع على أصله. يقال طعام قليل النُرل وكثير النُزْل. وأرض نَزْلَة- بالفتح: زاكية الزرع والكلأ. والنُزَالة- كرخامة: ماءُ الفحل أو الرجُل .. ".

° المعنى المحوري انحدارٌ أو انفصال وخلوص إلى مقر أو حيّز يوجد فيه بقوة. (فالوجود معنى لزومي هنا) - كالنزول في المنزل، وكالكثيف الذي ينفذ في الأنف وشده، وزيادة الطعام والزرع تولد من أصله، وكماء الفحل من مقره. فمن ذلك إنزال القرآن، والملائكة، والماء، والرحمة، والعذاب، وما بمعنى كل منها. وأفعال النزول، والتنزيل، والإنزال، وما اشتق منها واضحة يتحقق فيها معنى الهبوط إلى مقر. ومن الخلوص إلى الاستقرار بين البشر {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} [الحديد: ٢٥]، هديناكم (١) لاستخراجه من معادنه ليبقى قارًّا أي موجودًا بينكم لاستعماله. كقوله تعالى: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} [الزمر: ٦] أي هداكم لاستئناسها والتوليد منها. فيكون من الأرض غير منزل من الماء. (٢) (وانظر قولًا بإنزاله من السماء اعتمادًا على حديث إن صح فلا


(١) سبق الإمام الراغب بتأويل إنزال الحديد واللباس بإنزال أسبابه والهداية إليه. وعنه ما في بصائر ذوي التمييز ٥/ ٣٩.
(٢) أول الفيروز آبادي إنزال النعمة بإعطائهم إياها بإنزالها أو إنزال أسبابها والهداية إليها.=

<<  <  ج: ص:  >  >>