للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك الأصل: "ذرأ الله الخلق: خلقهم (أنشأهم ونشرهم في الأرض بتناسلهم)، {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا} [الأنعام: ١٣٦]، ولذا يقال: (أنمى الله ذَرْأك -بالفتح أي ذُزيتك {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} [الشورى: ١١]، (أي لتكثروا أنتم ولتكثر الأنعامُ بهذا التزاوج ويه بمعنى به [من معاني القرآن للفراء، واللسان، والتكاثر يسبب الانتشار، وكل كثير منتشر يبدو دقيقًا. وأرى آن لفظ (ذُرّية) هو من هذا التركيب "الذرية نسل الثقلين وكان ينبغي أن تكون ذُرِّيئة فكثرت فتركت العرب همزها. والذَرْء -بالفتح: عدد الذرية. تقول أنمى الله ذَرْأك "هذا قول ثعلب، وأؤيده، لأن الدفع القوي الذي تعبر عنه الهمزة يتحقق في الذرية بصورة أقوى. [وينظر عن الرأي الآخر: ل- ذرأ]. وليس في القرآن من التركيب إلا (ذرأ) ومضارعها بمعنى نشر الأشياء الدقيقة الكثيرة، و (الذُرّية) وقد ذكرناهما.

ومن معنى الدقة يقال: "بلغني ذَرْءٌ من خبر أي طَرَف منه ولم يتكامل " (شيء يسير من القول). ومن نشوء الحِدّة (والدقة المادية يلزمها الحدة): "أذْرَأَه: أغْضَبَه، وبصاحبه: حَرَّضَه عليه وأوْلَعه به. وأذرأته أيضًا: ذَعَرْته "- وذلك كما سبق أن ذكرنا مجيء "الذِرَار: الغضب والإنكار "من تركيب (ذرر) المعبر عن الدقة أيضًا.

(وذر):

{رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: ٨٩]

"الوَذَرة -بالفتح- من اللحم: القِطْعة الصغيرة لا عظمَ فيها/ ما قُطِع من

<<  <  ج: ص:  >  >>