للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العنكبوت: ١٣]، {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [فاطر: ١٨]. ومن هذا {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: ١٦٤] أي ولا تحمل نفس آثمة وزر نفس آثمة أخرى، ولكن كل مَجْزيٌّ بعمله. واتَّزَر الرجل ركب الوِزْر، وقد وزر " (كتعب، ووعد، وزُهِى). {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} [الشرح: ٢] في [بحر ٨/ ٤٨٤] كناية عن عصمته - صلى الله عليه وسلم - من الذنوب. ثم أوَّلَ الوضع. والثابت أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتجشم مشقة الحرص العظيم على إيمان من يدعوهم، وأن القرآن عبّر عن نفي تكليفه بهذا بنفي وكالته وسيطرته وحفاظته عليهم ونهاه عن الحزن والأسف عليهم في آيات عدة. فهذا وضع ذلك الوزر.

ومن الحَمْل في الأَصل "الوزير "لأنه يحمل ثِقْل المَلِك ويعينه برأيه (مساعد) {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي} [طه: ٢٩]. قال: (قد وَزَرتْ جِلّتَها أمهارُها) أي أن الصغار (الأمهار) قوّت وكَفَت المسنّات (الجِلة).

وليس في القرآن الكريم من التركيب إلا (الوَزَر) الملجأ، و (الوِزْر) الحِمل المادّي، والذَنْب، و (الوزير). وما لم نذكره هنا هو من الوِزْر: الذنب.

(أزر):

{وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} [الفتح: ٢٩]

"الأَزْرُ - بالفتح.: الظَهْر، والقوة والشدة. والإزار: ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن ".

° المعنى المحوري اشتداد الشيء الممتد بقوِىّ في أثنائه أو يحيط به: كالظهر، والإزار يشدّ بالظهر (كما يسمى حزام البطن بطانا). ومنه "أزر الشيءَ (نصر) وآزر فلانا: عاونه {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [طه: ٣١]- أي ظهري أو قوتي. ومنه

<<  <  ج: ص:  >  >>