للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(سحر):

{وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: ١٨]

"فرس سَحِير: عظيم الجوف. والسَحْر - بالفتح وبالضم وبالتحريك: ما التزق بالحُلقوم والمَرِئ من أعلى البطن (= الرئة). والمسحَّر - كمعظَّم: المجوّف. وعنز مَسْحُورة: قليلةُ اللبن، وأرض مسحورة: قاعٌ قَرَقُوسٌ: (أملس صُلْب غليظ أجرد ليس عليه شيء أو نبت). وأسْحارُ الفلاة: أطرافها. وقد سَحَر المطرُ الطينَ والترابَ (فتح): أفسده فلم يصلح للعمل. وغيث ذو سَحْر - بالفتح: إذا كان ماؤه أكثر مما ينبغي. واللَسَقُ - محركة: (لزوق الرئة بالجنب من العطش) = يَسْحَر ألبان الإبل ".

° المعنى المحوري فراغ يتخلل باطن الشيء البادي التجسم والامتداد: كالفرس والرئة والعنز والأرض الموصوفات. والمطر المذكور يحلّل ما بين الرمل من طين وتراب؛ فيبقى الرملُ لا يلتزق؛ فلا يُطيَّن به ولا يُنبت. ولُحظ في: أسحار الفلاة، وسَحْر كل شيء: طرفه، أَنّ الشيء ينتهي (يفرغ) عندها بعد امتداده.

ومن الأصل: "السِحْر - بالكسر: الأُخْذة - بالضم - التي تأخذ العين حتى يظن الناظر أن الأمر كما يرى، في حين أنه ليس وراء ما يرى حقيقة، بل هو تخييل وراءه فراغ. فالسِحْر المشهور أصله التخييل بما لا حقيقة له، ووسيلته خداع الحواس والقلب. وقد عرَّفه ابن فارس بأنه إخراج الباطل في صورة الحق. قال "ويقال هو الخديعة ". وقال الفخر الرازي: "السحر في عرف الشرع مختص بكل أمر يخفي سببه ويُتَخَيَّل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع "

<<  <  ج: ص:  >  >>