للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت محتبسةً في البدن مُمتَسكة فيه طَبْعًا. ومن ذلك: "كادَ بنفسه يكيد ويكُود: جادَ بها " (للصعوبة المعتادة في خروج الروح) ومن ذلك: "الكَيْد: التدبير بباطل أو حق ". فالذي يَكيد يدبِّر ويمكُر ولا يُظْهِرُ كيدَه حتى يأتي الوقتُ ويتم التدبيرُ على ما أراد، ويكون عجيبًا شديدًا {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} [المرسلات: ٣٩]، {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥) وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق: ١٥، ١٦]، {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: ١٢٠]، {فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى} [طه: ٦٠] أي حِيَلَه وسِحْرَه [قر ١١/ ٢١١٤] {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} [يوسف: ٧٦]: صَنَعْنا/ دبّرنا [نفسه ٩/ ٢٣٦] {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} [الحج: ١٥] حِيلَته وتدبيره هذا. وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى التدبير المحكم الشديد وتنفيذه.

(وكد):

{وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل: ٩١]

"الوَكَائد: السُيُور التي يُشَدّ بها الرَحْل (وقد وكّده - ض: شدّه)، والتي يُشَدّ بها القَرَبُوس إلى دفَّتَي السَرْج كالمَيَاكِيد. والوِكَاد: حَبْل يُشَدّ به البقر عند الحلب ".

° المعنى المحوري شدّ الشيء بشيء شدًّا متينًا يحقَّق به ارتباطهما فلا يتسيَّب كما يُفعَل بالوكائد. ومنه "وَكَدَ بالمكان، كوعد، وُكُودًا: أقام به (لازقًا كالمُوثَق). ومن ذلك "وكَّد العقدَ والعهد - ض: أوثقه {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ

<<  <  ج: ص:  >  >>