أمور: الأصل الترابي لهم وقد صاروا بشرًا سويًّا عاقلًا ناطقًا، والتزايد الذي لا يكاد يوقف أو يحدّ حيث بلغوا الآن عدة مليارات من البشر مع أن أصلهم فردان: أبونا آدم وأمنا حواء. والأحياء الأخرى لا يبقى منها إلا ما يريد البشر بقاءه. فهذا التزايد هو سر تسمية البشر بشرًا. وكل ما في القرآن من كلمة (بشر) فهي بمعنى بني آدم هذا.
ومن المعنى المحوري: البِشْرُ - بالكسر: الطلاقةُ: بَشَرته بمولود، وبالأمر - مخففة ومضعفة، فبَشِرَ (كفرح) وأبْشَر واسْتَبشَر وتَبَشّر: فَرِح وسُرَّ (فظهر ذلك عل وجهه بانبساط أساريره، كما يعبّر عن قريب من ذلك بالبشاشة وبسط الوجه أي هو من الانتشار الظاهري:{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ}[الصافات: ١٠١] , {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ}[فصلت: ٣٠]، {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}[الأعراف: ٥٧]، {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}[البقرة: ١١٩]. وقد خصه [طب ١/ ٣٨٣، ٢/ ٢٩٣] بالخير، ثم عممه فيهما [في: ٣/ ٢٢١]. والمعنى المحوري يرجح التخصيص لما فيه من بسط الوجه، أما التبشير بالشر فهو من التهكم. وكل ما في التركيب - عدا المباشرة وكلمة، (بَشَر) - فهو من التبشير. ثم ما كان من أمر الفعل (بَشّر - ض - خاصة) فهو للخير أو الشرّ حسب السياق - على ما ذكرنا الآن، وجاء ماضيه المبني المجهول للتبشير بالأنثى. أما (أبشر) و (استبشر) وما اشتق منهما ومن المضاعف، وكذلك (بُشْرًا) و (بُشْرَى) فكلها في القرآن للبشارة بخير.
° معنى الفصل المعجمي (بش): التفشي الظاهر كما يتمثل في انتشار النبت أول ما يخرج - على وجه الأرض - في (بشش)، وفي تزايد الآدميين (البشر) على وجه الأرض حتى أصبحوا الآن بضعة بلايين من الناس، وهم في تزايد مستمر. وسائر الأحياء في تناقص - في (بشر).