وكذلك هيئة جريه، أو لنفثه السُم أو لخروجه من ثُقبه ممتدًّا وقد أطلقوا على الفأر وسامِّ أَبْرَصَ ونوع من الوزغ: الثُعْبة - بالضم، وهي كلّها تخرج من الثقوب والشقوق. وزادوا في اسمه عنها لزيادة جرمه.
وقد عرض الزمخشري - في تفسير قوله تعالى:{فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}[طه: ٢٠] لتشبيه عصا موسي مرة بالحية، وأخرى بالجانّ، وثالثة بالثعبان فقال: إن الحية اسم جنس يشمل الذكر والأنثى والصغير والكبير، في حين أن بين الثعبان والجان تنافيا: فالثعبان: العظيم من الحيات، والجانّ: الدقيق منهما. ثم وجّه جمعهما في التشبيه بأمرين: الأول أنها تبدأ دقيقة كالجان ثم تتورم وتعظم كالثعبان، والثاني أنها في شخص الثعبان وسرعة حركة الجان. وهو كلام جيد. وأضيفُ أن ما قارن كل اسم في آيته يشير إلى شيء من هذا: فمع الثعبان - وقد وُصِفَ بالعِظَم - ذُكِرَ لَفْظ "مبين "{فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ}[الأعراف: ١٠٧، والشعراء: ٣٢]، فالعِظَمُ أحدُ أسباب الوضوح والظهور. ومع الجانّ ذُكر الاهتزاز - الذي هو لازم خفة الحركة - ومع "الحية "ذُكر السعي أي الجري، وهو حركة مطردة من أهم مظاهر الحياة.
° معنى الفصل المعجمي (ثع): خروج مادة رخوة ملتحمة كاللؤلؤ والقيء - في (ثعع)، وكالرُوالة التي تسيل من الفم - في (ثعب).