عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} [النساء: ١١٨](أي محُدَّدًا) فُسِّرَ ببعث النار من الآدميين [قر ٥/ ٣٨٨] كقوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}[الأعراف: ١٧٩]. {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ}[البقرة: ١٩٧]- (أي أوقعه وأدّاه فيهن، أو شرع فيه). [وانظر قر ٢/ ٤٠٦].
ومن الأصل يؤخذ فَرْضُ الشيء بمعنى إِلْزامه كما يرسخ الشيء الغليظ في الفُرْضَة. ويؤخذ أيضًا من القطع كأنما قطع ذلك المفروض ثم حمّله إياه (والعامة تقول: مقطوعية: للعمل المحدّد الذي يجب أن يؤدَّى). {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا}[النور: ١] مخففة بمعنى الإلزام بما فيها من أحكام، ومضعفة على معنى تكثير الفرائض أو على معنى التفصيل والبيان -من القطع- أو للتنجيم [قر ١٢/ ١٥٨]. ومن هذا معنى الشرع أي أن يَشْرع اللَّه تعالى شيئا لعباده، ويلحظ أن الشريعة إلى الماء قطع جزئي في الشاطيء فهي تشبه الفرض: الحزّ): {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}[التحريم: ٢ ومثله ما في الأحزاب: ٣٨، ٥٠] وكذا (فريضة) في [النساء: ١١، التوبة: ٦٠].
وقوله تعالى:{لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ}[البقرة: ٦٨] من: فَرَض الحيوان (جلس وكرم): كبِر وأسنّ (فالفارض تَعَمَّقت في الزمن وغارت كالشيء الداخل في فُرْضة، كما نقول طَعَن في السن، أو لبقائها طويلًا كذلك الشيء الراسخ في الفرضة)[وانظر قر ١/ ٤٤٨].