للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحيله فاخترق ظلامَه أوائل الضوء).

(عسو - عسى):

{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: ٨٤]

"الأعساء: الأَرْزَان - واحدها كفَتَى، وهو المكان المرتفع الصُلب، وفيه طمأنينة كالنُقْرة تمسك الماء. والمِعْسَاء: الجارية المراهقة. عَسَى القضيب: يَبِسَ، والنباتُ: غلُظ واشتدّ كعسِىَ - كرضى ".

° المعنى المحوري قرب الشيء وتهيؤه لحصول ما يراد به مع صلابةٍ ما: كالأرزان المذكورة صُلبة الأثناء - لكن تمسك الماء وهو المطلوب بها، والجارية المراهقة تصلح للزواج والحمل، والنبات الموصوف متهيئ للنضج والغلظ يبس. وعلى التشبيه بالنبات الموصوف قالوا "عَسَتْ يَدُه: غلُظت من عمل ". ومنه قولهم "عَسا الشيخ يعسُو وعَسِىَ - كرضى: كَبِر وأسنّ "فهذا يبس وجفاف من باب الصلابة.

ومن ذلك قالوا "المُعْسِية - كمحسنة (من النوق): التي يُشَكّ فيها أَبِها لَبَنٌ أم لا " (التي يشك فيها ليس مستيقنًا أنها خالية فهي ذات لبن قليل - وهذا تهيؤ ولكن عبارتهم متأثرة بمعنى (عسى) المشهور.

ومن ذلك أيضًا عبّرت (عَسَى) عن الترجي والطمع في بلوغ مَرْغُوب والحصول عليه. ولأن رجاءَ الحصول والطمعَ فيه قويٌّ في النفس هنا جعله ابن مُقْبِل قويًّا. {ظني بهم كعسى. .} إلخ. لكن إذا أُسندت (عسى) إلى اللَّه عز وجل فاللَّه لا يعجزه شيء، فـ "عسى من اللَّه إيجاب ". كقوله {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ} [المائدة: ٥٢]- وقد أتى به. وسائر ما جاء من (عسى) في القرآن فهي

<<  <  ج: ص:  >  >>