للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(حفو):

{قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} [مريم: ٤٧]

"الحَفَا: المشي بغير خُفٍّ ولا نَعل، ورِقّة القَدَم والخُفّ والحافر. وقد حَفِي (كتعب): انسَحَجَت قدمه. وأحفَى شاربَه ورأسه: ألزقَ حَزه. واحتَفَى البقلَ: اقتلَعه (بالأظافير) من وَجه الأرض. واحتفَى القومُ المرعَى: رَعَوْه فلم يتركوا منه شيئًا ".

° المعنى المحوري رقة سطح الشيء أو ظاهره بانسحاف الكثيف الذي كان يعروه: كرقة جلد القدم بذهاب جلادتها أو قوتها، وكذلك رقة الجلد بذهاب شعر الشارب والرأس وهو كثيف، وكذلك ذهاب المرعى وهو غطاء كثيف على وجه الأرض.

ومن معنويه "حَفِيَ به (كتعب) وتحفَّى واحْتفَى: بالغ في إكرامه/ بالغ في بِرّه والسؤال عن حاله. وهو حَفِيُّ به: بَرٌّ مبالغٌ في إكرامه (من الرقة أي معاملة رقيقة) ومن هذا البِرّ قالوا: "حفاه: أعطاه " {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}، {يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} [الأعراف: ١٨٧] بمعنى مهتم بها حَسَّاس رقيق الشعور نحوها -أو شاعرٌ أي عالم بها. وكُلاَّ قد قيل [ل ٢٠٥] (وكلاهما من رقة السطح. والأول مردود، لأنه - صلى الله عليه وسلم -كان مهتما بها أقصى الاهتمام. فالتفسير المقبول: كأنك عالم بها). قال الجوهري "الحفِي: العالم الذي يتعلم الشيء باستقصاء/ المستقصي في السؤال،. اه وتعبيره بالاستقصاء مأخوذ من قولهم "أحفاه: أي ألح عليه في المسألة، (كما في قوله تعالى: {إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا} [محمد: ٣٧] أي يجهِدْكم " (فهذه من الأخذ بكثافة) وفعيل حينئذ بمعنى مُفْعِل، ويكون الوصف

<<  <  ج: ص:  >  >>