للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ملو)

{فَأَمْلَيتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} [الرعد: ٣٢]

"المَلا -كالفتى: المُتّسِع من الأرض. وأَملَى للبعير في القيد: أَرخَى ووسّع فيه. الملَاةُ- كفتاة: فَلاةٌ ذات حَرّ، وكهُدَى: الرَمَادُ الحارّ. ومر عليه ملا من الدهر: قِطْعة. والملاوة- مثلثة الميم وكفتي وغَني: مُدّة العيش (الطويلة- وهذا قيد استنتاجي) وأقام عنده مُلْوة ومُلاوة -مثلثتين -أي حينًا وبرهة عن الدهر (البرهة مدة طويلة) ومَضى ملي من النهار -كغني- أي ساعة طويلة. وتَملّي العيش: عاش مَلِيًّا أي طويلًا. والملوان: الليل والنهار ".

° المعنى المحوري اتساع ما يجوز شيئًا أو امتداده. كالمتسع من الأرض لما فيه وكذلك الفلاة. والرَمَاد ممتد من غيره ويُخْبَز فيه، وكالقيد الواسع وقيه يدا البعير، والفترة الممتدة من الزمان لمن يعيش فيها. {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨} [الحج: ٤٨] الإملاء: الإمهال والتأخير وإطاله العمر {الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} [محمد: ٢٥] رجّاهم، أو وعدهم كذبا بالبقاء، فجُعِل وَعْده كالإبقاء [البحر ٨/ ٨٢ - ٨٣]. {وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} [مريم: ٤٦] (أي مدًى طويلًا كأنه يعني الفراق الدائم فكنى عنه).

أما أمليت الكلتاب فهي محولة عن المضعفة كما قالوا، ويتحقق فيها التوصيل وهو امتداد مع التهيئة للكتابة {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان: ٥]. أي ليتحفظها (لا ليكتبها) لأنهم كانوا يعلمون أنه - صلى الله عليه وسلم - كان أميًا لا يكتب ولا يقرأ من كتاب، وإنما جاء التعبير بذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>