والافتضاض يشعرها بذلك أيضًا، كما أن الأمرين ينقصان خفتها.
ومن مناط الامتنان أن الزوج هو الذي سبق إلى نقلها إلى هذا الطور {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}.
ومن مجاز الافتضاض قولهم:"ما طَمَث هذا المرتعَ قبلنا أحد "وقولهم: "الطَمْث -بالفتح: الدَنَس والفساد. وما به طَمْثُ ريبة: دَنَسُها ". يذكرنا بالتعبير عن الذنب بما فيه معنى الثقل الإثم، {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ}.
"طَمَسْتُ الأَثَر، والطريقَ، وطَمَس هو (قعد): دَرَس وامحى أثره، وطَمَسَ الكتابَ: دَرَسه، وطُمِس النجمُ والقمرُ -للمفعول: ذَهَبَ ضوءه، والمطموس: الأعمى الذي لا يَبِين حَرْفُ جَفْنِ عَيْنِه فلا يُرَى شُفْر عَيْنَيْه ".
° المعنى المحوري طمّ الظاهر من الأثر الدقيق أو الحادّ وتغطيته. كما في طَمْس الأثر والطريق بذهاب معالمه الدقيقة امّحاءً فيستوي ظاهره كالمغطَّى أو الممحوّ، وكذلك طمْس الكتابة والضوء وشُفْر العين {وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ}[يس: ٦٦]: لأعميناهم ومثلها ما في [القمر: ٣٧]. {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا}: حقيقةً فيُجْعَل الوجه كالقفا، فيذهب بالأنف والفم والعين والحاجب، أو ذلك عبارة عن (وقوع) الضلالة في قلوبهم وسلبهم التوفيق [قر ٥/ ٢٤٤]. {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ}[يونس: ٨٨] عاقبهم على كفرهم بإهلاك أموالهم: إذهابها عن صورتها. . صارت أموالهم وزروعهم ودراهمهم حجارة