للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك "عاب الماءُ: خرق الشَّطَ فخرج مجاوِزَهُ "فهذا تعبير حقيقي، وليس العَيْبُ هنا إحداث أية صفة أخرى غير مقبولة. وقولهم "العابُ والعَيْبة: الوَصْمة "تعميم.

(عبث):

{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: ١١٥]

"العبيثة: الأَقِطُ يُدَق مع التمر فيؤكلُ ويشربُ، والأَقِطُ المخلوط بالسَمْن. (الأَقِط يُتخَذ من اللبن المَخِيض - يُطْبَخ ثم يُتْرَك حتَّى يَمْصُل (يخرج ماؤه منه رَشْحًا) فهو يشبه ما يسمى الآن بالجبن القريش، ويجف - حتَّى إنه لَيُدَق كما ترى. قال ابن الأثير هو لبن مُجَفَّف يابس مستحجِر يطبخ به ". و "العبيثة أيضًا: البُرّ والشعيرُ. . يخلطان معًا، والغنمُ المختلطة، وأخلاطُ الناس ليسوا من أب واحد: تَهَبَّشُوا من أماكن شتى، وعَبَثت المرأة أَقِطَها (ضرب): فَرَّغته على المُشَرِّ اليابس ليحمل يابسُه رَطْبَه ".

° المعنى المحوري خلط أجناس شتى بلا قصد تناسب. كالعبيثة الموصوفة من لبن يابس وتمر، وكالبُرّ والشعير المخلطين، والغنم المختلطة، وأخلاط الناس الموصوفين.

ومن عدم التناسب في وقوع الخلط على أجناس شتى عبَّر التركيب عن العشوائية، وعدم القصد، واللعب وما إلى ذلك. ومنه "عَبِث (فرح) لعب بما لا يعنيه وليس من باله. وفي الحديث "أنَّه عَبِث في منامه: أي حَرَّك يديه كالدافع أو الآخذ " (حركة غير مقصودة) وفيه "من قتل عصفورًا عَبَثًا "أي لَعِبًا لغير قَصْد الأكل ولا على جهة الصيد للانتفاع [ل] {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا}. أي

<<  <  ج: ص:  >  >>