° المعنى المحوري تَبَضُّع اللحم (أو الشيء) قِطعًا محدُودة الحجْم -كقطع اللحم بالصفة المذكورة (يلحظ كونها بغير عَظْم فلا غِلَظ لها، وأنها "بغير طول "فليست شرائح)، وكقصاصات الثياب عند الخياط فهي بلا عِرَض ولا قيمة، وأشفارُ الجُرح المشقوق والشفتان تبدو كفِلْذات مقطوعة من جانب.
ومن ذلك التبضّع والتقطع عُبّر بالتركيب عن معنى الترك إذ هو مفارقة للشيء وانفصال أو تخل عنه {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا}[البقرة ٢٣٤]، {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ}[الأعراف: ٧٣]: أي خلُّوا عنها لا تمسوها بسوء {اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا}[البقرة: ٢٧٨](اتركوه)، {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}[الأنبياء: ٨٩](لا تتركني على تلك الحال)، {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ}[القلم: ٤٤]. كِلْهُ إليّ ولا تشغَل قلبك به فإني أجازيه [ل](أي خَلّ بيني وبينه). {فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}[الأنعام ١١٢] يتضمن الوعيد والتهديد، وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى (الترك)، ولا يتأتى أن يطبق الإمام الراغب الأصل الذي حدده على مثل هذه الآية حيث قال: يَذَرُ الشيء: يقذفه لقلة اعتداده به. [انظر (وذر) في المفردات].