للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: ٦، ٧] (أي الخليقة) وكل ما في القرآن من التركيب - عدا ما في هذه الفقرة - فهو بمعنى التفصّي المذكور في الفقرة الأولى.

(بور):

{وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر: ٢٩]

"البُور - بالضم: الأرض التي لم تُزْرَع، والمَعامِى وأَغْفال الأرض. ومنازل بُور - بالضم: لا شيء فيها. بارت السوقُ والبِياعاتُ: كسَدت، بَوَار الأيِّم: كسادُها/ أن تبقى في بيتها لا يخطبها خاطب ".

° المعنى المحوري هو: توقف الشيء عن حصول جدواه رغم توافر هذه الجدوى فيه: كما يتمثل ذلك في الأرض التي لا تُزْرع، والمنازل التي لا تُسْكن، والسلع التي لا تُباع، والأيّم التي لا تخطب. ويلزم ذلك انقطاع خيرية الشيء وكونه هدرًا كأنه لا وجود له. ومن هنا قال الجوهري: "البُور: الرجل الفاسد الهالك الذي لا خير فيه "اهـ قال تعالى: {وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح: ١٢] وكذلك ما في [الفرقان: ١٨]، {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: ٢٨]: دار الهلاك. ومن ذلك "بَوَار العمل: بطلانه "أي ضَياعه بلا تأثير ولا قيمة فهو هَدَر {وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: ١٠] {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر: ٢٩] (أي لن تذهب هَدَرًا بل لها عند الله أطيبُ المثوبة). أما قولهم: "بار الفحل الناقة: جعل يتشممها لينظر: ألاقِحٌ هي أم لا "، و "بار ما عند فلان: اختبره "فالأشبه أن كليهما من بأر (بالهمز)؛ لأن معناها صريح في الوصول إلى عمق الشيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>