ومنه قَفْو الائتمار والامتثال، وهو معنوي،: "اتَّبَع القرآنَ: ائتم به وعمل بما فيه - كأن القرآن أمَامه وهو يَتْبعه ويَتَهيّأ بهيئته التي يرسُمها:{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}[الأعراف: ٣]، {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة: ٣٨]، {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا}[الجاثية: ١٨]، {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ}[الكهف: ٧٠]. والإنصات من صور الاتباع {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}[القيامة: ١٨] أي استمع له وأنصت [قر ١٩/ ١٠٦].
ثم يُطلق في مجرد الملاحقة (دون قيد الرقة): {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً}[القصص: ٤٢]، {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}[الصافات: ١٠]، {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ}[يونس: ٩٠]. وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى اللحوق أو الملاحقة {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ}[النساء: ٩٢]، وكذا ما في [المجادلة: ٤] أي متواليين بلا فاصل {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ}[النور: ٣١] قيل هم الذين يتبعونكم ليصيبوا من فضل طعامكم، ولا حاجة لهم إلى النساء لأنهم بُلْه لا يعرفون شيئًا من أمرهن، أو شيوخ صلحاء إذا كانوا معهن غضّوا أبصارهم، أو بهم عَنانة [كشاف ٣/ ٢٢٦]{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ}[الدخان: ٣٧, وكذلك ما في ق: ١٤] هو واحد من تبابعة اليمن [ينظر قر ١٦/ ١٤٤ - ١٤٥].
° معنى الفصل المعجمي (تب): ضعف الشيء المتجمع أو ذهاب غلظه: كما في الطريق المستتب - في (تبب)، وفي فتور العزم والإصرار على المعصية - في (توب)، وفي أصل التفتت - في (تبر)، وفي المال (= الأنعام) التي لم تكن سمينة - في (تبع).