وفي وصف القرآن أنه "ماحِلٌ مصدق "أي ساعٍ وشاهدٌ، من قولهم:"مَحَلَ به: سعى به إلى السلطان ".
ومنه:"مَحَل لفلان حقَّه: تكلَّفه له (كأنما نَحَتَه له من هنا وهناك لعدمه عنده)، وتمحَّل الدراهمَ: انتقدها، (فَحَصَها- والفحص نوع من إزالة الظاهر وقَشره).
° المعنى المحوري شدّة تكشف حقيقة الشيء بإزالة ما يشوبها ويغطيها: كخلوص الذهب والفضة من شوائبهما بإذابتهما بالنار، وكخلوص ماء البئر من العَكَر والنَتْن بنزحهما منها (انظر: رجس)، وكما تنكشف خيوط نسيج الثوب بإخلاقه، ومن ذلك: "المحنة -بالكسر: الخِبرة (معرفة حقيقة الشيء بكثرة معالجته) وامتَحن القولَ: نَظَر فيه ودَبره نظر ما يصير إليه صيورُه (كشف غموضَ حاله وتبين ما يصفو منه). ومَحَنته وامْتَحَنته: خَبَرْته واختبرته ""{فَامْتَحِنُوهُنَّ}[الممتحنة: ١٠] كان ذلك بالاستحلاف. واليمينُ شِدة تُلجئ إلى بيان حقيقة ما بالقلب [انظر: قر ١٨/ ٦٢]. والمُمتَحَن- مفعول: المصفَّى المخلَّص المهذَّب. قال الله عَزَّ وَجَلَّ:{أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} أخلصها