"نَقْعُ البئر -بالفتح: الماءُ المجتمع فيها قبل أن يُسْتَقَى، والماء الناقع، والأرض التي يجتمع فيها الماء. وسُمٌّ ناقع: بالغٌ قاتل. والنَقُوع: ما ينقع في الماء من الليل لدواء أو نبيذٍ يُشرَب نهارًا. نقع الماءُ في المَسيل، واستَنْقَع: اجتمع. استَنْقَع في الماء: ثبت فيه يتبرد بمائه. نقع الشيءَ في الماء وغيره وأنقعه: نبذه. وكلُّ ما أُلْقِيَ في ماء فَقَدْ أُنقِعَ- للمفعول. نَقَع من الماء وبه: رَوِيَ وشَفَى غَليلَه. ونَقَع الماءُ غُلّته: أرْوَى عطشه ".
° المعنى المحوري تشبُّع الشيء بالمائع حتى يرشح من أثنائه ويتجمع فوقه - كالماء من قاع البئر ومن الأرض. والسُم الناقع: ينفذ في أثناء البدن فيُتلِفُه، والرِّيّ لا يتم إلَّا بتغلغل الماء في البدن حتَّى يُحِسّ بتجمعه فيه. ومنه "النقع (في الآية): الغُبَار الساطع "(ذَرَّات صغيرة من التُّراب تَنْفُذُ خلال الجوّ حتَّى تجتمع أعلاه) والمراد الغبار الذي تثيره خيل المجاهدين في عدوها. [تأمل التنويه بالغبار الذي تثيره حوافر خيل الجهاد في سبيل الله]. ومنه "النقيعة: طعامُ الرجل ليلة إملاكه، وطعامٌ يُصْنع للقادم من السَّفر "(إشباعٌ بمناسب).
"نَقِمْتُ الأمرَ (كعلم وضرب): بالغْتُ في كراهته أنكرته ".
° المعنى المحوري ضَمُّ القلب على كراهة بالغة ورَفْضِ بشيء. وذلك كما في آية التركيب {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[البروج: ٨]. وما كرهوا وما أنكروا، ومثله ما في آية التركيب. والقصر في الآيتين للتشنيع على الناقمين، لأنَّ ما نقموه ليس من شأنه أن يُنقم، بل يُحبّذ ويعظم {وَمَا نَقَمُوا إلا