للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(كظم):

{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: ١٣٤]

"الكِظَامة: آبار متناسقة بينهن قناةٌ في باطن الأرض يجري الماءُ بينهن من الأولى إلى الأخيرة (وهي الكَظِيمة أيضًا)، وحَبْل يُشَدّ به أنف البعير، والكِظَامة أيضًا مَخْرَج البول من المرأة، وفمُ الوادي وأعلاه بحيث ينقطع. والكِظَامة والسِدادة - كرسالة فيهن: ما سُدَّ به. وكسَبَب: مخرج النَفَس. وكل ما سُدّ من مَجرى ماءٍ أو باب طريق: كَظْمٌ (كأنه سُمِّي بالمصدر) "كَظَمْتُ البابَ (ضرب): قمتَ عليه فسددتَه بنفسك أو بشيءٍ غيرِك، وكَظَم البعيرُ جِرَّتَه: ازْدَرَدَها وكَفَّ عن الاجترار. والكُظُوم السكوت ".

° المعنى المحوري سدّ فتحة الشيء سدًّا حينيًّا (أو اختياريًّا) على ما في باطنه من غليظ أو كثير: كالماء الكثير في الكِظَامة، وكالنَفَس في الأنف، وكل ما يُسَدّ عليه من المذكورات. ومنه "كَظَم غيظَه: ردَّه وحَبَسَه وأمسكَ على ما في نفسه منه (والغيظ غِلَظٌ) {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: ١٣٤]- ورجل مكظوم وكَظِيم: مكروبٌ قد أخذ الغمُّ بكَظَمِه {وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} [القلم: ٤٨] مملوء غْمًّا وكَرْبًا، أو محبوس [قر ١٨/ ٢٥٣] والأوضح المستيقَن أن هنا كَظْمًا ماديًّا واقعًا عليه {وَهُوَ مَكْظُومٌ} فتفسيره بالمحبوس هو الأصل، والكرب لازم له. {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل: ٥٨, والزخرف: ١٧] ممتلئ القلب حزنًا وغمًّا [بحر ٥/ ٤٨] (ولعل عين المعنى أنه لا يستطيع أن يبث حزنه وغمه لئلا يعاب)، {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} [غافر: ١٨]. وقعت في الحناجر من المخافة فهي لا تخرج ولا تعود في

<<  <  ج: ص:  >  >>