مكاني حبًّا في الخير بسبب ذكر نعمة ربي - ثم استعادها ليمسَحَ بيده عليها لهذا المعنى أو نحوه، وقد روى نحو ما رجّحناه عن ابن عباس والزهري، ورجحه الطبري وغيره. ونزّه أبو حيان منصب النبوة عن معنى التفسير بقطع السوق والأعناق [بحر ٧/ ٣٧٩ - ٣٨٠]- وانظر تركيب (حبب) في هذا الكتاب.
ومن الأصل التَمْساح - بالفتح: الكذب (إخراج -أي اختلاق- شيء مؤلَّف مستوٍ (كما أن التزوير من التحسين). وقد قالوا إن المسيح (الدجال تعني الكذاب -أو الأعور لأنه ممسوح جانب الوجه)[ل ٤٣٢].
أما (المسيح) بن مريم فقالوا في اشتقاق اسمه الكثير [ل ٤٣١] وقال المجد في [ق] إنه ذكر في اشتقاقه خمسين قولًا [ق: مسح] واختار منه أنه من مَسْحِه الأرض (أي سياحته فيها) أو أنه كان لا يمسح بيده ذا عاهه إلا برأ " [تاج]{إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ}[آل عمران: ٤٥]، فيكون من تسميته بما سيقع منه. وليس في القرآن من التركيب إلا ما ذكرنا.
"المَسِيخ من الطعام: الذي لا مِلْح له ولا طَعْم ولا لَوْن، ومن الفاكهة واللحم الذي لا طعم له. وفرس مَمْسُوخ: قليلُ لحم الكَفَل. ومَسَخْتُ الناقة (فتح): هزلتها وأدبرتها من التعب والاستعمال. وأمْسَخَ الورمُ: انْحَلَّ ".
° المعنى المحوري اختلالُ (= انتقاص) ما به قِوام هيأة الشيء أو طبيعته منه - كخُلُوّ الطعام من الملح الخ، وكذلك لحم الكفل فيلصق جلده بعظمه فيفقد هيئته، وكذهاب الشحم من الجسم. وذهاب الانتفاخ من الورم محمول