هوت، هيت، والانحدار فيه سرعة تناسب الإغراء في الموقف، وأيضًا فالعرب يستعملون النزول في المكان للحلول به كما يستعملون الهبوط. والإقبال أصله التوجه والدخول في فَجْوَة أو فَتْحة (انظر مادة قبل) والفجوة أو الفتحة تنايسب الغُئُور في جِرْم الشيء كما هنا.
وإذا صح أن هناك أخذًا فالعرب آصل. والمعروف من تاريخهم ومن لغتهم يرجع إلى الألف الرابع قبل الميلاد. والعبريون أبناء القرون الوسطى من الألف الثاني قبل الميلاد، فإن صح أخذ فعن العرب أخذ العبريون وليس العكس. ثم إن المعنى الذي يُزْعَم نقلُه ليس معنى غريبًا على العرب أو لغتهم أو عن هذا التركيب نفسه؛ فالعرب يقولون "هيت بالرجل وهوّت به- ض: صَوّتَ وصَاحَ ودَعَاه ونَادَاه ". ويقولون للجارح إذا أغْرَوْه بالصيد:"هَيتَاه هَيتَاه "(وما زالوا يقولون للجارح إذا أغرَوْه بشيء: هاته).
وأخيرًا فقد وردت عن العرب شواهد لعروبة اللفظة كثيرة [انظر ل هيت]. ثم هذا كله عدا قراءتَي هِئْتُ لك بالهمز وبالإبدال [ينظر بحر ٥/ ٢٩٤] من التهيؤ وهي واضحة.
° معنى الفصل المعجمي (هت): دفع الشيء المتجمع إنهاء لتجمعه بامتداد (أي شيئًا بعد شيء) -كما في صب السحابة المطر- في (هتت)، وكما في كسر الشيء بوطئه بالقدم فينكسر أو ينفصل- في (هتو)، وكما في اندفاع الهوتة إلى أسفل أو الاندفاع فيها لمسافة ممتدة (لأنها وُصِفَتْ بالعميقة والقعيرة) - في (هوت. هيت).