للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(منع):

{وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} [الواقعة: ٣٢ - ٣٣]

"حِصْنٌ منيعٌ: إذا لم يُرَمْ. وناقة مانع: مَنَعَت لبنها. والمَنْع -بالفتح: السرطان " (ذاك المائي ذو الدرقة والمخالب الظفرية الذي يؤكل).

° المعنى المحوري حَجْزُ ظاهرِ الشيء ما في باطنه شديدًا فلا يكون فيه منفذ إلى ما بداخله. وذلك كجدار الحصن المنيع، وجسم السرطان محوط بدرقة شديدة ومخالب قوية لا يوصل إليه ولا إلى باطنه إلا باحتيال. والناقة المانع كأن ضَرْعها مُصْمَت لا منافذ منه. ومنه "المنع "وهو تحجير الشيء والحيلولة دون الوصول إليه فيصدق بمنع الإعطاء. "منعه (ضد أعطاه) فهو مَنُوع- ومَنَّاع: أي ضنين ممسك {مَنَّاعٍ لِلْخَيرِ} [ق: ٢٥]، {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيرُ مَنُوعًا} [المعارج: ٢١]، (لا يشرك معه الآخرين بأن يعطيهم من الخير الذي أعطاه الله) {لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} [الواقعة: ٣٣]، (أي مع دوامها لا تُمنع عهم)، {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون: ٧] (خصها بعضهم بالأدوات، ولكنها تعم كل معونة).

كما يصدق بالحجْز دون الوصول إلى شيء {مُنِعَ مِنَّا الْكَيلُ} [يوسف: ٦٣]، {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥]، {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} [الكهف: ٥٥]. وقوله تعالى {أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا} [الانبياء: ٤٣] (المقصود تُحْصِنُهم وتحفظهم من عذابنا). {قَال مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} [الاعراف: ١٢] الظاهر أن (لا) زائدة تفيد التوكيد والتحقيق (يعني توكيد عدم السجود)

<<  <  ج: ص:  >  >>