للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(شغل):

{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} [يس: ٥٥]

"الشَغْلة -بالفتح: الكُدْس -بالضم: العَرَمة "-بالتحريك. (: كومة الحب المجموعة بعد دَرْس الحنطة ونحوها) "شَغَل الدار (فتح): سَكنها " [الوسيط].

° المعنى المحوري مَلْء فَراغ الحيّز بشيء (بحيث لا يبقى فيه متسع لمثله): كالكُدْس يشغل اتساع الجَرين، والساكن يشغَل الدار.

ومن شَغْل سَعة المكان أُخِذَ شَغْل الزمان المتاح للعمل، ثم شَغْل فُرَص العمل، وشَغْل الذهن به. {شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا} [الفتح: ١١] {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} [يس: ٥٥] انصبّ معظم تفسير الشغل هنا على التمتع بالنساء ربما تأثرًا بالآية التالية. والأمر أوسع من ذلك -كما في الآيات التالية أيضًا، وحَسَب درجاتهم عند اللَّه أيضًا.

° معنى الفصل المعجمي (شغ): دخول في أثناءٍ أو تداخل أشياء تداخلًا قويًا أو حادًّا، ويلزم ذلك الكثافة كدخول اللجام في فم الدابة، والسنان في الطعنة، وثوران حمأة البئر في أثناء الماء فيكثف الماء. كما أن الفرس يحس بزحم اللجام فمَه، والمطعون يحس يثقل السهم في بدنه إذا شُغْشِنا -في (شغغ)، وككثافة غلاف القلب والشجر من الخارج -في (شغف)، وكزَحْم فراغ الدار بسكانها والجَرِين بكُدْس الحب زَحْمًا حقيقيًّا ماديًّا أو حُكميًّا بأهمية الحب وشاغلي الدار -في (شغل).

<<  <  ج: ص:  >  >>