للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإناءِ والنّجم في السماء. وأنينُ المريض عن مرض وأَلَمٍ في بَدَنه. ولهذا جاءت (إنَّ) بمعنى نعم. أي قَرّ ذلك وثبت أو قُبِلَ في القلب. وجاء قولهم هو "مَئِنَّا لكذا "أو "أنْ يكون كذا أي خليقٌ "، فهذا كما يقال هو مَوْضِعُ ثقة مثلًا.

ومن هذا الأصل تتأتى دلالة إنّ وأنّ على التوكيد إذ تعنيان حينئذ تقريرَ الشيء أي إثباتَه وغرسَه كما لو غُرِسَ في جوف {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ} [آل عمران: ١٨]، {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: ٥٦].

(نوى):

{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} [الأنعام: ٩٥]

"النَواةُ: عَجَمة التَمْر والزَبيب وغيرهما. والنَيّ -كَحّي وسِيّ: الشَحْم. نَوَتْ الناقة وغيرها: سَمِنَتْ ".

° المعنى المحوري احتواء جوف الشيء على جِرم متجمع قوي يمتد فيه. كالنواة في التمرة والنَيّ في الناقة {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} ومنه "نَوَاك الله: حفظك " (أحاطك بحفظه. كالنواة في التمرة). و "النِية: القَصْد والاعتقاد "إذ هي شيء ينعقد في نفسك ويتجمع. ولذا يقولون: عَزم (: شَدّ) النيّة، وعَقد النية ونحو ذلك. ومن هذا قالوا: "النِيَّة والنَوَى: الوَجْهُ الذي يَنْويه المسافر "فكأنهما بمعنى المَنْويّ. ومن ملحظ الغياب في جوف شيء "النَوَى: الدارُ " (يكْتَنّ فيها ساكنها) "والبُعْدُ " (لغياب البعيد في غيابه المجهول).

(ونى):

{اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} [طه: ٤٢]

<<  <  ج: ص:  >  >>