للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأَلت عليه، طلب منه خلِفًا أو شهادة "ووجه كون الإحلاف من المعنى المحوري النقص، أن الحَلِفَ قَيْد، والقيد إنقاص لحرية الحركة المتاحة، وهم قد صرحوا بأن الحلف قيد، إذ أُثر عن العرب "إذا لم يُعْطِك حقَّك فقيِّدْهُ بالأَلْت. ومن هذا التقييد أيضًا "أَلَته عن وجهه أي حَبَسه وصرفه ". فهذا الصرف عن الوجهة حبس كما هو صريح، ونقص من حرية الحركة أيضًا. ومن النقص كذلك "ألاتَ الإنسانُ شيئًا عمِله: كتمه وأَتَى بخبر سواه. إذا عَمَّي عليه الخبر قيل قد لاته يَليته لَيتًا "فهذا نقص مما ينبغي. وفي قوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيءٍ} من (ألَت) ومن (أَلِت) ومن (آلت) ومن (ألات) .. وقرئت (لِتناهم) من (لا يليت) وكذا (ولتناهم) وكلها بمعنى نقص. والضمير عائد على "الذين آمنوا "أي أن الله يُلحق ذرية المؤمنين المكرمين بآبائهم في درجتهم في الجنة، وإن لم تكن أعمال الذرية تؤهلهم لتلك الدرجة، وذلك إكرامًا للآباء، دون أن ينقصَ الآباء شيئًا في مقابل ذلك الإلحاق. [ينظر بحر ٨/ ١٤٧] والقول بأن الضمير عائد على الأبناء لا يتسق مع الامتنان الذي سيقت له الآية، بل هو يَنْقُضه إذا لم يُنْقَص من سيئات الأبناء شيء. {وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيئًا} [الحجرات: ١٤] وقد قرئت (لا يألتكم). وحاشا لله الذي يضاعف مثوبة الحسنات أن ينقصها.

(ألم):

{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة: ١٠]

"الألَم: الوجع. الأليم: المؤلم المُوجعِ. قال ذو الرمة {يصك وجوهها وَهَج أليم) ومن كلامهم "أَلِمْتَ بطنَك أي ألِمَ بَطْنُك. والله لأُبيّتَنَّك على أَيلَمَة: يعني

<<  <  ج: ص:  >  >>