إدخال المشقة عليه والشدّة. تألم فلان من فلان: إذا تشكَّى وتوجَّع منه ".
° المعنى المحوري وَجَعٌ يسري في أثناء البدن (أو النفس): كالألم من الوَهَج (: حرّ النار)، ومن وجع البطن، وكالمشقَّة المتوعَّدة، والألم من فلان. هما نفسيان. أما عن درجة ذلك الوجع فقد جاء في [ل] "العذاب الأليم: الذي يبلغ إيجاعه غاية الإيجاع "والسياق القرآني لكلمة (أليم) يؤكد ذلك، فإن جمهور ما جاء منها هو صفة لـ (عذاب). والعذاب من جنس الوجع ولكنه أشد وأثره أشمل، فإذا وصف (العذاب) بأنه أليم بلغ الغاية في ذلك. وكذلك الامر في وصف العقاب {إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}[فصلت: ٤٣] فالعقاب إيجاع. ومجيئه مقابل المغفرة يعني شدته، لأن المغفرة غاية الإكرام في العفو، فيكون العقاب الأليم غاية الإيجاع في العقوبة. وكذلك الأمر في {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}[هود: ١٠٢]، فإن نسبة الأَخْذ إلى الله العزيز القاهر الذي لا حَدَّ لقدرته تعني شدة ذلك الأخذ، ثم صُرِّح بوصفه بالشدة توكيدًا للمعنى. ولا يغيب عن الفطنة أن المشار إليه بـ (ذلك) في (وكذلك) هنا هو ما أوقع الله بمكذبي رسله الذين سبق أن قصّ أنباءهم في هذه السورة: نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، وموسى. والذي جاء في القرآن من التركيب هو تلك الصفة (أليم) وصفا للعذاب، (وللعقاب وللأخذ مرةً واحدة لكلٍّ منهما): ثم الفعل منه {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ}[النساء: ١٠٤] حَثَّهم -سبحانه- على طلب القوم رغم جراحهم، وألزمهم الحجة بأنه إذا كان الكفار