للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَطَعها عن السورة السابقة وعلَّقها (باعجب) أو "فليعبدوا "، والصواب عند طب أن المعنى: اعجبوا لإيلاف قريش رحلةَ الشتاء والصيف وتَرْكِهم عبادةَ ربِّ البيت الذي أطمعهم وآمنهم، فليعبدوا ربَّ هذا البيت [تأويل المشكل ٣٢٠، قر ٢٠/ ٢٠٠].

وأما {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} في آية الصدقات [التوبة: ٦٠] فهم "قوم من سادات العرب أمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - في أول الإسلام بتألّفهم أي بمقاربتهم وإعطائهم ليرغّبوا من وراءهم في الإسلام، فلا تحملهم الحميّة -مع ضعف نياتهم- على أن يكونوا إِلْبا مع الكفار على المسلمين " [ل] (فالتأليف إعطاء من أجل تحريرهم من أضغانهم لينظروا بتجرد رحمة من الله تعالى لخلقه).

(لفت):

{وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيثُ تُؤْمَرُونَ} [الحجر: ٦٥]

"الألَفت من التُيوس: الذي اعوجَّ قرناه والْتَوَيا. ولَفَتَ الدقيقَ بالسَمْن: عَصَدَه أي لوى بعضَه على بعض بالسمْن؛ فتماسك ".

° المعنى المحوري لَيّ الشيء أو تحويلُه عن حال أو وجه إلى آخر، أو حول شيء فيمتسك: كالقَرْن الألْفت التَوى عن استقامته مُمتسكًا على وضع مغاير، وكذلك عَصْد الدقيق بالسمن خَلْطه وجَعْله يتماسك بالعَجْن. ومن اللَيّ دون قيد التثبيت: "لَفَتَ وجهَه، وتلفَّت إلى الشيء، والتفت إليه: صَرَفَ وجهَه إليه {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} [هود: ٨١ والحجر: ٦٥] (المقصود النهي عن الالتفات إلى الخلف للنظر إلى القرية التي خرجوا منها. وهذا من كمال أدب الامتثال, والإعراض عن دار الكفر وأهله)، وأما قولهم: "لَفَتَ اللِحاءَ عن

<<  <  ج: ص:  >  >>