"الأَلْفُ من العدد معروف. والإلف -بالكسر: الأَليف الذي تَألَفه وتأنَس إليه، وأَوالف الحمام: دَواجِنها التي تألَف البيوت. أَلِفَ الشيءَ (عَلِمَ): أَنِسَ به وأحبّه، والمكانَ: تعوّده وأستأنس به. وأَلِقتُ الشيءَ (علم) وآلَفْتُه: لَزِمتُه، وألَّفتُ بينهم - ض: جمعتُ بينهم بعد تفرُّق. وألَّفتُ الشيءَ - ض: وَصَلتُ بعضَه ببعض وجمعتُ بعضَه إلى بعض. وتألَّف تنظَّم ".
° المعنى المحوري تجمع المتفرقات مع نوع من المجانسة أو القبول بينها.
كالتجمع في كل ما سبق، ولفظ الأَلْف يعبّر عن أكبر تجمع، والمفروض أنه لا يُجمع معًا في رقم واحد إلا أشياء من جنس واحد {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}[الأنفال: ٦٥] وكل (ألف) ومثناها وجمعها (آلاف) و (ألوف) فهي من هذا المعنى، والتأليف بين أشياء: إيقاع الأُلْفة: الالتئام وقبول كلٍّ غيره تجمعا {يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَينَهُ}[النور: ٤٣](يدفعه برفق حتى يلتئم)، وبين الناس، وبين القلوب: إيقاع الأُلْفة أي الأُنس {إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُمْ}[آل عمران: ١٠٣]. وكذا كل (ألف) وكلمة (المؤلَّفة).
أما الإيلاف في {لإِيلَافِ قُرَيشٍ}[قريش: ١]، فهو إما من آلفْتُه الشيءَ: ألزمتُه إياه؛ فتكون "رحلة "مفعولًا ثانيًا، أو من آلفْتُ المكانَ بمعنى أَلِفْتُه (أي أفعل بمعنى فَعَل) كما قالوا "آلفَتْ الظباءُ الرملَ: لَزِمته (من المُؤْلفاتِ الرملَ) إلخ. وهنا يكون المصدر مضافًا للفاعل والضمير و "رحلة "مفعولًا به [ينظر ل]. ثم قال كثيرون [ابن قتيبة وبعض البصرين والكوفيين]: إن الآية مفعولٌ لأجل الجعل في قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} في سورة الفيل السابقة ". وبعضهم جعل اللام الداخلة في {لإِيلَافِ} بمعنى إلى، أي نعمة إلى نعمة, وبعضهم