للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشين والحاء وما يثلثهما

(شحح - شحشح):

{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: ٩، التغابن: ١٦]

"أرض شَحَاح - كسحاب، وشَحْشَح: تَسِيل من أذْنى مَطْرة (أي لا تشرب الماء) وفلاة شَحْشَح: واسعةٌ بعيدةٌ مَحْلٌ لا نَبْتَ فيها ".

° المعنى المحوري تماسك ظاهر الشيء (العريض) شديدًا جافًّا لا ينفتح ولا ينفذ فيه أو منه شيء (١): كالأرض والفلاة الموصوفَتين. ومنه: زَنْد شَحَاح: لا يَرِى (لا تنفذ منه نار)، وإبل شَحائح: قليلاتُ الدَرّ [أساس] (عدمُ خروج شيء منها). ومن ذلك: "الشُح بالمال والمعروف ": إمساكُه والبخلُ به، بحيث لا يرسل من قبضته شيئًا منه {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ} [النساء: ١٢٨]، {أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ} [الأحزاب: ١٩].

ومن ذلك الأصل "الشَحْشَح -بالفتح: المواظب على الشيء الجادّ فيه الماضي فيه، والغيور، والشجاع " (استمرارٌ ومضيٌّ مع جَفاف واشتداد بلا تراخ


(١) (صوتيًّا): الشين تعبّر عن نفشٍّ وانتشار، والحاء تعبّر عن احتكاك بجفاف وعِرَض. والفصل منها يعبّر عن التحام الجرم (المنثر) عريضًا شديدًا (العرض تمثل فيه تفشي الشين وعرض الحاء معًا) كالأرض الشَّحَاح. وفي (شحم) تعبّر الميم عن استواء ظاهر الجرم متضامًا، ويعبّر التركيب معها عن تكون طبقة ظاهرية ملتئمة، كالشحم على اللحم والجفاف يتمثل هنا في حدّة الشحم، وشَحْمة الأرض. وفي (شحن) تعبّر النون عن الامتداد في الداخل، ويعبّر التركيب معها عن أن ذلك الملتحم الكثيف يمتد في الداخل، أي يُملأ به الباطن، كما في الشَّحْن.

<<  <  ج: ص:  >  >>