للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧/ ٢٨٦]. {وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} [يوسف: ٨٤] فهذا حزن بالغ لأنه لا يملك غيره، والغضب موقف القادر {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: ٥٥] أغضبونا (أي أشد الغضب، فجف حظُّهم من الرحمة) - فأوقع الله بهم نقمته.

(سفح):

{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} [النساء: ٢٤]

"السَفْح - بالفتح: عُرْض الجبل، وهو عُرْضه المضطجع حيث يُسْفَح فيه الماء. والسُفُوح: الصخور اللينة المتزلِّقة. و "إنه لمَسفُوح العنق، أي: طويله غليظه ""مسافح الوادي: مصابّه " [تاج].

° المعنى المحوري انحدار بقوة أو كثافة: كسفح الجبل الموصوف، وكتلك الصخور اللينة التي تُزْلق من يعلوها، وكمصابّ الوادي. والعنق المذكورة تكون كذلك. ومنه: "ناقة مسفوحة الإبط، أي: واسعة الإبط (الإبط غئور تحت الكتف، يُنْحدر منه إلى صندوق الصدر) وقريب من هذا قولهم: "جمل مسفوح الضلوع: ليس بكَزِّها " (فهي منحدرة ليست ناتئة).

والانحدار انصباب. ومنه: "سفَحَ الدمعَ: أرسله، والدمَ: صبّه/ سفكه، والماءَ: هراقه ". ومن هذا: "السِفاح والمسافحة: الزنا والفجور؛ لأن كل واحد منهما سفح مَنْيَتَه أي دَفَقَها بلا حرمة أباحت دفقها ": {غَيْرَ مُسَافِحِينَ} [النساء: ٢٤ وكذا ما في ٢٥، المائدة ٥]. وقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} [الأنعام: ١٤٥] قال قر: "وهو الجاري الذي يسيل "أي من الذبيحة. وليس في القرآن من التركيب إلّا المسافحة، والدم المسفوح المذكوران.

وقولهم: "السَفيح: قِدْحٌ من قِداح الميسر لا نصيب له "أي هو مُهدَر، من

<<  <  ج: ص:  >  >>