كالصبي الموصوف لا ينمو (أي لا يمتد) كأن قوة الشباب والنمو فيه قد ضُغطت؛ فلا تنطلق، ولا يبرز أثرُها. وكالسيف الكليل لا يبرز منه (أي لا يمتد) حدُّهُ الدقيق.
ومن عدم الامتداد هذا: قولهم: "تَنَّ بالمكان: أَقام "(مفارقة المكان امتداد هنا وهنا)، وقولهم:"التِنُّ - بالكسر: الشخص والمثال (جامد لا ينمو)، والتِرْب "(نُظِر إلي عدم نموه عن تربه). ومن ذلك "التِنِّين: ضرب من الحيات (البحرية) من أعظها كأكبر ما يكون منها ....... "(فهو دائم الإقامة في البحر أو لأنه يَجْذب من يأخذه إلى عمق البحر ...).
وقول ابن الأعرابي:"تنتن الرجل: إذا ترك أصدقاءه وصاحب غيرهم "يتأتّى من الأصل؛ حيث يمكن أن يستعمل الأَتْنان (جمع تِنّ بمعنى تِرْب) في الأصدقاء، وتتكفل صيغة المضاعف (تنتن) بالتعبير عن هذا بما فيها من تكرار.
"التين: ذاك الذي يؤكل/ شجر البُلُس وقيل هو البُلُس نفسُه. وأجناسه كثيرة برية وريفية، وسُهْلية وجبلية. وهو كثير بأرض العرب "اهـ. أقول وقد أخبرنا من نثق به أن أهل اليمن ما زالوا يسمون التين البُلُس. وتينهم هو ذاك الذي نسميه البرشومي.
وفي ضوء ما تقدم في (تنن) نقول لعله لُحظ فيه طراءة لحمه الحلو مع بذوره الدقيقة الممتدة في أثناء اللحم، أي وجود أشياء دقيقة قوية في أثناء شيء رخو لطيف، وهذا ينطبق على أنواع التين بأجناسه التي نعرفها.