للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستُعْمِلَت في فصل ما اختلط وتشابك من الأمور، ومن هذا "القضاء: الحكم " {ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ} [النساء: ٦٥]، {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} [يونس: ٥٤].

والخلاصة في الاستعمالات القرآنية لهذا التركيب أن الذي جاء فيه بمعنى حكم هو (قَضَى) أمرًا، أجلًا، ألا تعبدوا، لتفسدن، قضى عليها الموت، مما قضيت، فاقص أنت قاص، لا يقضون بشيء، وكل (يقَضْي بين، قُضِيَ بين). وسائر ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى إتمام الأمر وإنهائه.

(قيض):

{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: ٣٦]

"القَيْضُ - بالفتح: ما تَفَلَّق من قشر البيض الأعلى .. اليابس. قَاضَ البئرَ في الصخرة قَيْضًا: جابها. تَقَيَّضَ الجِدارُ وانْقَاضَ: تَهَدَّم. وانقاضت الركية: تكسرت ".

° المعنى المحوري فراغ في أثناء الشيء الصلب أو الغليظ: كتجوف قشر البيضة الصلب بعد ذهاب قُوبها (الفرخ الذي كان فيها وغلظه نسبيّ فهو كائن حيّ في قشرة رقيقة وإن كانت ذات صلابة ما)، وكذلك البئرُ في الصخرة نشأت بقلع كتلة شديدة منها، وكذلك تقيُّضُ الجِدار، وانقياضُ الركية بذهاب الشدة التي كانت سارية فيهما. ومن هذا "قايضه: أعطاه سِلْعَةَ وأخذ عِوَضَها سلعة "لأن كلًّا منهما يخرج سلعته من حوزته (يفرغها) إلى الآخر. ومن هذا "هما قَيْضَان - بالفتح: مِثْلان وهذا قَيْضٌ لهذا: مساوٍ له ". وأما قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا} [الزخرف: ٣٦]، {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ

<<  <  ج: ص:  >  >>