للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(صور):

{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [غافر: ٦٤]

"صَوْرَا النهر: شَطّاه. والصِواران -الواحد ككتاب: جَانِبَا الفم، وهما ملتقى الشفتين مما يلي الشدقين. وككتاب وغُراب: القَطيع من البقر. والصَوْرُ -بالفتح: جُمَّاعُ النخل ".

° المعنى المحوري حدودٌ تبين هيئة الشيء بالانعطاف عليه وضمه وتمييزه عن غيره كشطّي النهر وكجانبي الفم. والقطيع من البقر تجمع بانضمام هذه إلى تلك. ومن هذا الجمع: الضمِّ والتمييزِ (الصَوْرُ -بالفتح: جُمّاع النخل ".

ومن الانعطاف والالتواء "صُرْت الشيء إليّ وأَصَرته: إذا أَمَلْته "وتنعطف على العلماء بالعلم قلوب لا تَصُورها الأرحام "أي لا تميلها. {فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} [البقرة: ٢٦٠] أملهن وضمهن أو قطعهن ثم ضمهن (١).


(١) في تفسير هذه الآية بعض إشكال. ذلك أن جمهور المفسرين على أن المراد هو تقطيع الطيور، ثم جعل جزء منها على كل جبل مما حوله. والفعل المعبرّ عن القطيع (أ) إما مضمر، (ب) وإما (صُرهن) المذكور -بضم الصاد. وحجته قول الصاغاني: انصارت الجبال: انهدت فسقطت، وقول الخنساء [لظلت الشمُّ منها وهي تنصار] أي تتصدع وتتفلّق [تاج. وفيه وفي ل (الشهب) تحريف. وقول العجاج [صُرْنا به الحُكْم] فصل معنوي يضعف عن قول الخنساء، (ج) وأما (صِرهن) بكسر الصاد لغة في المضمومة، (د) أو أن صار يصير هذه مقلوبة عن صَرَى يصرى بمعنى قطع. وكلاهما يكفي. والتمييز الذي في المعنى الأصلي يتأتى بالقطع الحسّي كما يتأتى بالملامح. ثم إن ما جاء في [بحر ٢/ ٣١٠] عن أن صار بمعنى قطع نبطىّ أو سرياني يزيد وثاقة ما أسلفنا من عروبة الكلمة بهذا المعنى لأنهما لغتان جزريتان. (اللغات الجزرية هي ما شهر باسم اللغات السامية).

<<  <  ج: ص:  >  >>