[المعاني اللغوية للحروف الألفبائية في اللغة العربية]
استخلصتُ المعاني اللغوية العامة للحروف الألفبائية العربية استخلاصًا علميًّا، اعتبرت فيه الأساسين التاليين:
الأول: هو معاني كلمات التراكيب المكونة من الحروف المراد تحديد معناها، سواء استغرق ذلك التكوين كلّ أحرف التركيب، أو غلب عليها، بأن يتكون التركيب من حرفين مع حرف علة. وذلك مثل:"الببَّة بمعنى الشاب الممتلئ البدن نَعمةً وشبابًا / السمين / الكثير اللحم "فإن كلمة الببَّة هنا مكونة من ثلاث باءات هي الحروف الأصلية لهذه الكلمة، فيمكن أن يؤخذ منها المعى اللغوي لحرف الباء وحده، ولا يكون في ذلك تكلف، وكما في كلمة (ادد): "أددُ الطريق: دَرَرُهُ "(أي مَتْنُه ومَدرَجَته) فإن كلمة (أَدد) مكونة من همزة ودالين، فيمكن أن يؤخذ منها ومن مثلها المعنى اللغوي لحرف الدال دون تكلف، وبخاصة عندما نعرف المعنى اللغوي للهمزة ونطرحه من معى كلمة (أدد) وهكذا. واستنباط المعاني اللغوية للحروف الألفبائية أخذًا من التراكيب المكونة من حرف مكرر هو منهج ليس فيه خروج عن العِلْمية، لولا قِلَّة هذا النوع من التراكيب، وإنما شرطه إحكام الاستنباط. أما التراكيب التي يغلب في بنائها حرف معين فحاجتها إلى إحكام الاستنباط أشد. وهناك من نوع هذا المنهج صور أخرى لم نذكرها هنا.
الأساس الثاني لتحديد معنى الحرف: هو هيأة تكونه في الجهاز الصوتي؛ فإن هيأة التكون هذه يشعر بها الإنسان عند التنبه لذلك، ويستطيع أن يُحس منها بمذاقٍ للحرف يُسهم مع الاستعمالات اللغوية له في تحديد معناه. وقد كان الخليل (ت ١٧٠ هـ) ومَن بعدَه من الأئمة يسمون تجربة نطق الحرف من أجل تحديد مخرجه: "ذَوْقا "و "تذوقا ". ولا يخفى أن هذا الأساس الثاني الصوتي ليس في قوة الأساس الأول الاستعمالي.