كالطريق، فهو قَبْل أن يَسْتَتِبّ يكون وَعْرًا غليظًا (كتلًا متراكمة صُلبة أي متماسكة)، فيَسْتَتِبّ من ضَغْط كثيرٍ، أو حادٍّ عليه، يُذْهِب غِلَظه وشدته. فالشُرُك في الطريق تتكون بكثرة الوطء، والدَبَر من كثرة الحَمْل بثقل وحِدَّة (بلا حائل مثلًا)، وضعف الشيخوخة من كثرة ما مر بالشيخ من ضواغط. ومن هذا الأصل جاء التَبّ والتَبَبُ - محركة، والتَتْبيب: النَقْصُ والخَسَار والهلاك: {وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ}[هود: ١٠١]، {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}[غافر: ٣٧]: أي خسار (أي هو ضعيف لا قيمة له) فهُدَّ الصرحُ وغَرِق عدوُّ الله [الغريبين ١/ ٢٤٣، وقر ١٥/ ٣١٥]. {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} قالوا: هَلَكتا، أو هَلكَ تدبيرهما وهلك هو (فذهبت حِدّةُ كيده ومحاربته لله ورسوله هباءً، وأتم الله نوره).
ومن ذهاب الوعورة ومشقتها وما يلزم ذلك من تيسر قالوا: استَتَبَّ الأَمرُ: استقام/ تَهَيَّأَ واستوى (تمهد وتيسر ولان بذهاب عُسْره).
"تاب من ذنبه يتوب تَوْبا وتَوْبة ومَتَابا: أَقْلع (المصباح) / رجع عن المعصية ".
= في التوقف عن الأمر (المعصية) من فتور عزمه عليها لخوف أو نحوه كما في التوبة. وفي (تبر) تعبر الراء عن استرسال، ويعبر التركيب عن استرسال الضعف أي زيادته بتفتت الشيء قِطَعًا دقيقة كأنما سُحِق بسبب ضغط كالتبر. وفي (تبع) تعبر العين عن التحام برقة، ويعبر التركيب معها عن التحام جرم بآخر غير متميزين كما في السِمَن والغصن المتتابع كأن ذلك لجبر ضعف المتبوع.