للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فكه):

{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} [يس: ٥٥]

"ناقة مُفْكِهةٌ ومُفْكِهٌ - كمُحْسنة ومُحْسن: أَقْرَبَت (أي دنا وِلادُها) فاسترخى صَلَواها وعظم ضرعها ودنا نتاجها/ التي يهراق لبنها عند النتاج قبل أن تضع/ إذا رأيت في لبنها خُثُورة شبه اللِبأ. والفاكهة: النخلة المُعْجِبة [ق] ".

° المعنى المحوري تفتح أثناء الشئ بلطيف يملؤها (أو يفيض منها): كامتلاء ضرع الناقة بالِلبأ. والِلبأ خاصة له طعم محبّب فوق طعم اللبن الصريح. وكذلك (حَمْل) النخلة المعجبة، إذ إن ثمرها هو أليق وجوه إعجابها. راعَوْا في تسميتها أثره الطيب اللطيف في النفس لحلاوته مع غَذْوِه - وقد سموا الحلواء فاكهة كذلك، لخفتها على النفس {لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ} [يس: ٥٧] "الفاكِهُ: ذو الفاكهة ".

ومن خفة النفس "الأَفْكَه: الناعم، والمزَّاح. وقد فَكِه - كفرح، وفكَّههم بمُلَح الكلام - ض: أَطْرفَهم. والاسم الفُكاهة كرخامة: {وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ} [المطففين: ٣١].

وقوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} [الواقعة: ٦٣ - ٦٧]. تعجبون [بحر ٨/ ٢١١] أي عجَبَ حَيْرة وتردد أخذا من التفتح مع الامتلاء بلطيف، وهو هنا خفاء كيف حدث ما حدث. وما قنا يتأتى من الإحساس بفراغ الباطن، "فكه (فرح): تعجب " (كأن ليس في ذهنه وجه لهذا الأمر المحير) [وانظر قر ١٧/ ٢١٩، تاج]. وجعلها ابن فارس مبدلة

<<  <  ج: ص:  >  >>