ومن الأصل دلَّت على الاتجاه إلى شيء أو وِجْهة:"ولَّي وجهَه شطْر كذا - ض: وَجَّهه إليه (جعل وَجْهَه يليه){فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}[البقرة: ١٤٤ وكذا ما في: ١١٥، ١٤٩, ١٥٠, ١٧٧ منها] , والتوجه إلى الشيء التفات وانصراف إليه. ومن هذا حمل (ولّى - ض) معنى الانصراف، ثم تُعيَّن الجهة بالحرف {لَوَلَّوْا إِلَيْهِ}[التوبة: ٥٧]{وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ}[الأحقاف: ٢٩]{تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ}[القصص: ٢٤] فهذه بمعنى الإقبال والاتجاه إلى الشيء. وكل (تولى عن، وتول عن) فهي بمعنى الانصراف، ودون أي من الحرفين فكُلَ (ولّى) ض، (تولى) - عدا ما ذكرنا أنه من الولاية - معناه الانصراف إعراضًا وإدبارًا، والحال تبين ذلك غالبًا نحو {وَلَّى مُدْبِرًا}[النمل: ١٠]{وَلَّى مُسْتَكْبِرًا}[لقمان: ٧] وقد تخلو من الحال {أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}[طه: ٢٤]. ويستثنى من كون الانصراف إعراضًا ما في [التوبة: ٩٢].