للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المجانسة لكن في صورة تشابه والتباس.

وكل ما جاء من استعمالات هذا التركيب في القرآن الكريم هو: الباب: المدخل أو المنفذ إلى المكان، كما في آية الرأس {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} [البقرة: ٥٨] {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ} [يوسف: ٢٥] الخ.

أما في قوله تعالى {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا} [النبأ: ١٩] فهذه تعني تمزقات وخروقا واسعة في أديم السماء، كما عُبِّر عنها بالشق، والفَطْر، والفرج، في قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق]، {انْفَطَرَتْ} [الانفطار] , {فُرِجَتْ} [المرسلات: ٩]، وأيضًا {كُشِطَتْ} [التكوير: ١١]. وفي قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: ٤٤] جاء في [طب - شاكر ١١/ ٣٥٤ - ٣٥٨] أخذًا مما في الآيتين السابقتين لهذه الآية وما فيها - أن الله سبحانه كان قد ابتلاهم بالبأْساء والضراء، وسدّ عنهم أبواب الرخاء والسلام؛ ليتضرعوا، ويُخلصوا العبادة له سبحانه. فلما نَسُوا، أي تركوا العمل بما ذُكِّروا به على ألْسِنَة الرسل، ولم يَتَضرعوا، ولم يَنْصاعوا ويؤمنوا = فتح اللهُ عليهم أبواب الرخاء والسعة استدراجًا. ونحو هذا في [قر ٦/ ٤٢٦]، لكنه عبّر عن فتح الأبواب بالإكثار من النعم والخيرات [وانظر كذلك قر ١٢/ ١٤٣]. وواضح أن فتح الأبواب هنا مجاز عن إطلاق النعم التي كانت محبوسة عنهم.

وأما قوله تعالى {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} [القمر: ١١] فهو تصوير لغزارة انهمار المطر من السحاب.

(بيب):

[نعالج هذا التركيب بالرغم من أنه لم تأت منه استعمالات قرآنية - لأنه أقرب

<<  <  ج: ص:  >  >>